ألا تجلسين قليلا
من ديوان " أشهدُ أن لا امرأة ً إلا أنتِ " – 1979
ألا تجلسين ؟
فإن القضية أكبر منك . . وأكبر مني
كما تعلمين ..
وما كان بيني وبينك ..
لم يك نقشا على وجه ماء
ولكنه كان شيئا كبيرا كبيرا
كهذي السماء
فكيف بلحظة ضعف
نريد اغتيال السماء؟
ألا تجلسين لخمس دقائق أخرى ؟
ففي القلب شيء كثير
وحزن كثير
وليس من السهل قتل العواطف في لحظات
وإلقاء حبك في سلة المهملات
فإن تراثنا من الحب .. والشعر . . والحزن ..
والخبز . . والملح . . والتبغ . . والذكريات
يحاصرنا من جميع الجهات
فليتك تفكرين قليلا بما تفعلين
فإن القضية
أكبر منك . . وأكبر مني
كما تعلمين
أنا لا أحاول رد القضاء
ولكنني أشعر الآن أن التشنج ليس علاجا
لما نحن فيه
وأن الحماقة ليست طريق اليقين
وأن الشؤون الصغيرة بيني وبينك
ليست تموت بتلك السهوله
وأن المشاعر لا تتبدل مثل الثياب الجميله
أنا لا أحاول تغيير رأيك
إن القرار قرارك طبعا
ولكنني أشعر الآن أن جذورك تمتد في القلب
ذات الشمال ، وذات اليمين
فكيف نفك حصار العصافير، والبحر
والصيف .. والياسمين ..
وكيف نقص بثانيتين؟
شريطا غزلناه في عشرات السنين
سأسكب كأسا لنفسي
وأنت ؟
تذكرت أنك لا تشربين
أنا لست ضد رحيلك . . لكن
أكره أن السماء ملبدة بالغيوم
وأخشى عليك سقوط المطر
فماذا يضيرك لو تجلسين ؟
لحين انقطع المطر
وماذا يضيرك ؟
لو تضعين قليلا من الكحل فوق جفونك
أنت بكيت كثيرا
ومازال وجهك رغم اختلاط دموعك بالكحل
مثل القمر
أنا لست ضد رحيلك
لكن ..
لدي اقتراح بأن نقرأ الآن شيئا من الشعر
علَّ قليلا من الشعر يكسر هذا الضجر
تقولين إنك لا تعجبين بشعري ..
سأقبل هذا التحدي الجديد
بكل برود . . وكل صفاء
وأذكر
كم كنت تحتفلين بشعري
وتحتضين حروفي صباح مساء
وأضحك ..
من نزوات النساء ..
فليتك سيدتي تجلسين
فإن القضية أكبر منك . .وأكبر مني
كما تعلمين ..
أما زلت غضبى ؟
إذا سامحيني ..
فأنت حبيبة قلبي على أي حال
سأفرض أني تصرفت مثل جميع الرجال
ببعض الخشونه
وبعض الغرور
فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسور ؟
وإحراق كل الشجر ..
أنا لا أحاول رد القضاء ورد القدر
ولكني أشعر الآن ..
أن إقتلاعك من عصب القلب صعب
وإعدام حبك صعب
وعشقك صعب ..
وكرهك صعب ..
وقتلك حلم بعيد المنال ..
فلا تعلني الحرب ..
إن الجميلات لا تحترفن القتال
ولا تطيقي النار ذات اليمين ، وذات الشمال
ففي آخر الأمر
لن تستطيعي اغتيال جميع الرجال
نزار قبانى
من ديوان " أشهدُ أن لا امرأة ً إلا أنتِ " – 1979
ألا تجلسين ؟
فإن القضية أكبر منك . . وأكبر مني
كما تعلمين ..
وما كان بيني وبينك ..
لم يك نقشا على وجه ماء
ولكنه كان شيئا كبيرا كبيرا
كهذي السماء
فكيف بلحظة ضعف
نريد اغتيال السماء؟
ألا تجلسين لخمس دقائق أخرى ؟
ففي القلب شيء كثير
وحزن كثير
وليس من السهل قتل العواطف في لحظات
وإلقاء حبك في سلة المهملات
فإن تراثنا من الحب .. والشعر . . والحزن ..
والخبز . . والملح . . والتبغ . . والذكريات
يحاصرنا من جميع الجهات
فليتك تفكرين قليلا بما تفعلين
فإن القضية
أكبر منك . . وأكبر مني
كما تعلمين
أنا لا أحاول رد القضاء
ولكنني أشعر الآن أن التشنج ليس علاجا
لما نحن فيه
وأن الحماقة ليست طريق اليقين
وأن الشؤون الصغيرة بيني وبينك
ليست تموت بتلك السهوله
وأن المشاعر لا تتبدل مثل الثياب الجميله
أنا لا أحاول تغيير رأيك
إن القرار قرارك طبعا
ولكنني أشعر الآن أن جذورك تمتد في القلب
ذات الشمال ، وذات اليمين
فكيف نفك حصار العصافير، والبحر
والصيف .. والياسمين ..
وكيف نقص بثانيتين؟
شريطا غزلناه في عشرات السنين
سأسكب كأسا لنفسي
وأنت ؟
تذكرت أنك لا تشربين
أنا لست ضد رحيلك . . لكن
أكره أن السماء ملبدة بالغيوم
وأخشى عليك سقوط المطر
فماذا يضيرك لو تجلسين ؟
لحين انقطع المطر
وماذا يضيرك ؟
لو تضعين قليلا من الكحل فوق جفونك
أنت بكيت كثيرا
ومازال وجهك رغم اختلاط دموعك بالكحل
مثل القمر
أنا لست ضد رحيلك
لكن ..
لدي اقتراح بأن نقرأ الآن شيئا من الشعر
علَّ قليلا من الشعر يكسر هذا الضجر
تقولين إنك لا تعجبين بشعري ..
سأقبل هذا التحدي الجديد
بكل برود . . وكل صفاء
وأذكر
كم كنت تحتفلين بشعري
وتحتضين حروفي صباح مساء
وأضحك ..
من نزوات النساء ..
فليتك سيدتي تجلسين
فإن القضية أكبر منك . .وأكبر مني
كما تعلمين ..
أما زلت غضبى ؟
إذا سامحيني ..
فأنت حبيبة قلبي على أي حال
سأفرض أني تصرفت مثل جميع الرجال
ببعض الخشونه
وبعض الغرور
فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسور ؟
وإحراق كل الشجر ..
أنا لا أحاول رد القضاء ورد القدر
ولكني أشعر الآن ..
أن إقتلاعك من عصب القلب صعب
وإعدام حبك صعب
وعشقك صعب ..
وكرهك صعب ..
وقتلك حلم بعيد المنال ..
فلا تعلني الحرب ..
إن الجميلات لا تحترفن القتال
ولا تطيقي النار ذات اليمين ، وذات الشمال
ففي آخر الأمر
لن تستطيعي اغتيال جميع الرجال
نزار قبانى